بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أتحدث مع أخي الصغير حول أحوال شباب قطر المبتعثين لأمريكا، و فاجئني بهذه الجملة: تصدق يا حمد أنه أمريكا عجيبة ! قلت له : لماذا ؟ قال لي : تستطيع أن تطلب البيتزا بالأنترنت ! لو لم أدرس بالخارج لأثنيت على إعجابه، و لكن بحكم الدراسة في بريطانيا فالخدمات الإنترنتية ممتازة ! في بريطانيا أكاد أجزم أنك تستطيع الحصول على كل شيء من دون أن تخرج من منزلك. لمدة طويلة جداً و أنا أفكر في حال قطر من ناحية التكنولوجيا، و عندما أُستخدمت بطريقة مبتكرة تم استخدامها في وزارة الداخلية ! حسناً لا بأس من تطوير وسائل الأمن والأمان، و لكن الشعب يريد استخدامها في حياته، أمور كثيرة يفتقدها الشعب بسبب عدم توفر خدمات شبكية متطورة، ما زال النظام البروقراطي التعيس يسيطر على كثير من القطاعات الحكومة (إن لم يكن جميعها) و كثير من القطاعات الشبه حكومية. يا ترى ما السبب ؟ أظن بأن هناك أكثر من جهة هي السبب في تخلف الشعب القطري في هذا المجال، أولاً الداعم لخدمة التصفح، عندما تكون عندي خدمة سريعة و سلسة سيسهل على المواطن أن يطور من هذا المنتج، و لكن ماذا لو كان رؤية مقطع في يويتوب مدته ثلاثة دقائق يأخذ منك ستة دقائق ؟ ستكون فكرة الجلوس على الحاسب في الأصل أمر متعب. ثانياً توجه الدولة لا يشجع على هذا الأمر، بإختصار لأن كثير من المسؤولين ديناصورات، لا تترك كراسيها و إدارة بعض الأماكن الرئيسية، لجيل صاحب دم جديد، ينقصنا تجديد الدماء. و هذا أمر خطير جداً، و هو سبب أساسي في تخلف دولتنا في المجالات مختلفة، كثير من المسؤولين لا يشعر بأن كرسيه تكليف و إنما تشريف ! لن يكون حلاً منطقياً لو أفنيناهم جميعهم، و لكن مالحل في ظل هاذين العنصريّن العسريّن ؟ بإختصار نغير أنفسنا حتى يتغيروا، ما المشكلة في أن يكون لمعصرة حار و بارد موقع إلكتروني نطلب منه؟ في بريطانيا اسوأ مطعم تستطيع أن تطلب منه بالإنترنت ! المسألة ليست مسألة بطون طبعاً، المعنى يشمل كثير من المجالات، جميل أن نتقن الثقافة التكنولوجية، فهي وجدت لتسهيل الحياة، و لكن الكثير منا يأبى إلا أن يصعبها على نفسه. يبدو أننا (أنا و أخي) سنهتف في مدينتي (معيذر) “الشعب يريد البستاسو أون لاين”
حمداتوف
Hamdatov's Blog 